هو مؤلف وخطيب، كان متعثراً في نهاية المرحلة الثانوية، ولم يكن يعرف هدفه من هذه الحياة، وفي أحد الأيام كان يسير بالقرب من مكتب استشاري التوجيه في المدرسة وكان الباب مفتوحاً، لذلك دخل المكتب، وسأل "ما الذي يجب عليّ عمله؟" أجابه الاستشاري: "ماذا تحب؟" قال: "أحب رسم السيارات". فاقترح عليه أن يعمل مصمماً صناعياً، لذا التحق ريتشارد بجامعة أونتاريو للفنون والتصميم بمدينة تورونتو، وهكذا اكتشف أنه يحب التصميم، ثم عمل بجد في هذا المجال، وبعد أن اكتشف طبيعة شغفه تغيّر تماماً من طالب المرحلة الثانية المتعثر في دراسته إلى أفضل طالب بدفعته.
ونتيجة لبحثه عن شغفه وقيامه بتتبعه، استطاع ريتشارد أن يصبح من الأثرياء من خلال أعماله التي قام بها والشركات التي قام بتأسيسها.
الكتاب
بدأ المؤلف في رحلة تأليف هذا الكتاب بعد أن تعرض لموقف أثناء إحدى رحلاته، وهو أنه لمّا كان جالساً بالطائرة كانت تجلس بجواره فتاة مراهقة تشعر بالحماس والسعادة لأنها كانت أول رحلة طيران لها في حياتها، ويروي المؤلف أنه بينما كان منهمكاً في العمل على حاسبه الشخصي، أخذت تلك الفتاة تسأله عن عمله، وفجأة طرحت عليه سؤال: "هل أنت شخص ناجح؟" فأجابها "لا، لست ناجحاً، لكن هناك أشخاص كثيرين ناجحين في عصرنا هذا كالطفل الذي جرى آلاف الأميال بقدم صناعية وجمع ملايين الدولارات من أجل أبحاث السرطان". وبعدها بدأ المؤلف يحدثها عن بعض إنجازاته في مجال المشاريع التجارية والرياضة، فقالت "أنت شخص ناجح".
وبعدها سألته الفتاة: "ما هي العوامل التي تؤدي للنجاح؟" فأجابها المؤلف "آسف، لا أعرف، لقد نجحتُ بطريقة ما، وهذا كل ما في الأمر"، ولكنه شعر باستياء شديد لأنه لم يستطيع أن يجيبها على سؤالها، ولكن ذلك دفعه حقاً للتفكير بالعوامل التي تؤدي للنجاح.
وقرر أن يقوم بإجراء المقابلات مع الأشخاص الناجحين ليعرف السمات التي يتقاسمونها والتي ساعدتهم جميعاً على بلوغ النجاح، واستطاع أن يقابل أكثر من 500 شخص متميز وناجح، وقام بتغطية العديد من المجالات المهنية، فأجرى مقابلات مع محاسبين، وممثلين، وأطباء، ورواد فضاء، ومهندسين معماريين، والعديد من ذوي الاختصاصات الأخرى، وقام المؤلف أيضاً بجميع الآلاف من قصص النجاح وتحليلها من أجل تحقيقه هدفه، ومعرفة العوامل التي تؤدي للنجاح.
وبعد هذا العمل الطويل قام بتحليل القصص والمقابلات في قاعدة بيانات متخصصة، فأصبحت قاعدة البيانات هذه تشتمل على ملايين الكلمات، فقام بتصنيفها وتنظيمها كلها من أجل استخراج مبادئ النجاح وأسراره، والعوامل التي تؤدي لتحقيقه، وبعد دراسة مطوّلة اتضح له أن هناك ثمانية عوامل صرّح معظم الأشخاص بأنها ساعدتهم على النجاح أكثر من أي شيء آخر، وهذه العوامل هي:
1- الشغف: فالناجحون يحبون عملهم.
2- العمل: فالناجحون يعملون بجد.
3- التركيز: فالناجحون ينصب تركيزهم على شيء واحد، وليس على كثير من الأشياء.
4- القوة الدافعة: فالناجحون يواظبون على دفع أنفسهم وتحفيزها.
5- الأفكار: فالناجحون يبتكرون أفكاراً نيرة وإبداعية.
6- القدرة على تطوير الذات: فالناجحون يواظبون على تطوير ذواتهم وقدراتهم.
7- خدمة الآخرين: فالناجحون يخدمون غيرهم بإمدادهم بشيء ذي قيمة.
8- المثابرة: فالناجحون يتمتعون بالمثابر في أي وقت وفي أوقات الفشل وأوقات المحن.
مكونات الكتاب
يشتمل الكتاب على ثمانية فصول موزعة على السمات الثماني المشتركة للأشخاص الناجحين، وفق ما يلي:
اقتباسات من الكتاب